مقدمة عن الحيوانات بشكل عام
عالم الحيوان من أكبر العوالم التي تضم عددا ضخما من الكائنات الجميلة و المتنوعة التي تخطف العقول و تجذب الأنظار ، حيث أن التأمل في المناظر الطبيعية يعود علينا بكثير من الفوائد ، و التأمل في حياة الحيوانات يعطينا الكثير من الحكمة و الأمور المستفادة مثل القيم و أساليب الحياة ، فإذا قمنا بالنظر و التأمل في مملكة النمل سوف نرى الجد في العمل و حب التعاون و التكامل و كذلك في مجتمع النحل الذي يضرب أجمل الأمثلة في التعاون فكل فرد في الخلية له مهمة محددة يقوم بها من غير كسل أو تأخير .
و كذلك النظر في الحياة البرية نرى هناك أروع الأمثلة التي نأخذ منها الإلهام الذي نستخدمه و نحصل من خلاله على ما يساعدنا في الحياة ، و عالم الحيوان له قواعده و قوانينه التي تحكمه و التي يسير عليها الحيوانات بدقة فلا يوجد حيوان ينازع الآخر على مكانته ، كما أن قوانين الغابة التي لا ترحم و يكون البقاء فيها للأقوى تجعلنا نعرف قيمة القوانين و الضوابط التي نضعها في مجتمعاتنا فنحن بدون هذه القوانين سنكون مثل هذه الحيوانات التي تتقاتل في البرية بشكل وحشي لا يرحم ، و فائدة عالم الحيوان لا تقتصر على أنه مجرد مناظر طبيعية و حسب بل أن له فوائد عديدة .
تعريف عالم الحيوان
عالم الحيوان هو هذه المملكة الضخمة من بين الممالك الخمس للكائنات الحية و هى الأكثر تنوعا بينهم ، و تضم مملكة الحيوانات العديد من الأنواع المميزة ولكل نوع صفاته ومميزاته الخاصة و التي تجعله مختلفا عن الأنواع الأخرى ، حيث أنه قد يوجد تشابه بين نوع من الحيوانات وبين نوع آخر و لكن مع البحث و إخضاع هذه الحيوانات إلى الفحص و الدراسة يستطيع العلماء أن يصلوا إلى نتائج و فوارق بين هذا النوع و بين الأنواع الأخرى .
و هذا إن دل على شيء إنما يدل على عظمة الخالق سبحانه و تعالى و مدى حكمته ، و تعد المملكة الحيوانية الأكثر تنوعا و تعددا و تباينا من بين ممالك الكائنات الحية و هذا يرجع للعدد الضخم من الحيوانات التي تضمها هذه المملكة حيث انه يوجد أعدادا كبيرة للحيوانات نتيجة لتنوع وكثرة أجناسها ، و قد توصل العلماء حتى الآن إلى تحديد أكثر من مليوني نوع من الحيوانات المختلفة و هذا العدد كبير جدا بالطبع بالمقارنة مع الممالك الأخرى للكائنات الحية .
*اقرا ايضا موضوع تعبير عن حديقة الحيوان للصف السادس
تقسيم الحيوانات داخل عالم الحيوان
و أما عن تقسيم الحيوانات و تفصيلها عن بعضها البعض و تحديد أنواعها ، فغن هذا التقسيم تم بناءا على وجود العمود الفقري في جسد هذه الكائنات أو عدم وجوده ، و بهذا تم تقسيم مملكة الحيوانات إلى حيوانات فقارية و إلى حيوانات لا فقارية ، و الفقاريات وهي الحيوانات التي تمتلك هيكلا عظميا داخلي يحمي الأعضاء الداخلية و تنقسم الفقاريات إلى ثلاثة مجموعات هي الحبليات و حبليات الرأس و حبليات الذيل.
و اللافقاريات و هذا النوع من الحيوانات لا يمتلك عمودا فقريا أو هيكلا عظميا و تنقسم هذه المجموعة إلى ثمانية أقسام هم الاسفنجيات ، والجوفمعويات ، والديدان المفلطحة ، الديدان الاسطوانية ، الديدان الحلقية ، الرخويات ، قشريات الجلد ، و المفصليات ، و هذا هو تقسيم الحيوانات داخل المملكة الحيوانية بناءا على التشكيل الجسماني الداخلي لهذه الحيوانات فمن كان يمتلك عمودا فقاريا و هيكل عظمي داخلي فهو من الفقاريات و من كان لا تمتلك عمودا فقريا فهو من اللافقاريات .
انتقال الحيوانات و تحركها
و من أكثر الأشياء التي تميز عالم الحيوان عن غيره من العوالم مثل عالم النباتات مثلا ، هو قدرة الحيوانات على التحرك و بطرق مختلفة من مكان إلى الأخر ، حيث أن بعض الحيوانات تتحرك و تنتقل من خلال الزعانف أو الشعيرات الموجودة بجسدها و هذا موجود لدى الحيوانات البحرية ، و بعض الحيوانات تعتمد في حركتها على القفز مثل الضفادع بأنواعها المختلفة ، و من الحيوانات ما يعتمد على الطيران و ذلك من خلال الأجنحة المخصصة لذلك مثل الطيور .
و الزحف أيضا من طريقة التحرك لدى الحيوانات التي لا تملك أقداما مثل الأفاعي و الثعابين ، و هناك بعض الحيوانات التي تستخدم أكثر من طريقة المشي والتحرك مثل البط حيث أن البط يمتلك قدمين يسير عليهما و يمكنه أن يسبح في الماء أيضا و كذلك يمكنه جناحاه من الطيران مسافات قصيرة ، أما عن باقي الحيوانات و اغلبها فهو يستخدم أقدامه للمشي أو للعدو مسافات طويلة بسرعات عالية جدا .
الحواس التي تملكها الحيوانات
و نحن نعلم جميعا طبعا أن الإنسان يمتلك خمس حواس تمكنه من ممارسة حياته بشكل صحيح و الإحساس بالأشياء المحيطة بها و إدراكها و التفاعل معها ، و كذلك الحيوانات تمتلك عددا لا بأس به من الحواس و المميزات ، و في بعض الحيوانات تمتلك حواس عالية الدقة و الكفاءة أكثر من الإنسان بكثير ، و تمتلك معظم الحيوانات حواس السمع و البصر و التذوق و الشم .
و لكن تتناسب دقة هذه الحواس و تختلف من حيوان إلى آخر مثل الكلب مثلا و الذي يتميز بحاسة شم عالية الدقة و مميزة للغاية و تعود هذه الحواس بالنفع على الإنسان و الذي يستعين بهذه الحيوانات في أمور مفيدة مثل الكلاب المدربة على الحراسة و التي يتم استخدامها في الكشف عن الممنوعات أو البحث عن المفقودين وذلك من خلال تتبع الرائحة .
الحيوانات و الغذاء
و تنقسم المملكة الحيوانية من ناحية الغذاء و الطعام الذي تناوله الحيوانات إلى قسمين رئيسيين ، أولا أكلة اللحوم وهي الحيوانات التي تتغذى على اللحوم و تعتمد عليها في غذائها بشكل رئيسي حيث تحصل على اللحوم من خلال صيد الفرائس المختلفة ، و تسمى هذه الحيوانات بالحيوانات الضارية أو المفترسة و هي تمتلك مخالب و أنياب تمكنها من القيام بهذه العملية و من الأمثلة على هذه الحيوانات الأسد و النمر .
أما النوع الثاني فهو أكلة الأعشاب و هى الحيوانات التي تقوم بأكل الأعشاب و النباتات و الحشائش و تعتمد عليها في غذائها بشكل أساسي حيث تبحث عن المراعي و أماكن توافر الحشائش و النباتات بكثرة حتى تحصل على غذائها ، و تمتلك هذه الحيوانات أسنان قوية مسطحة الشكل و طواحين قوية حتى تتمكن من قطع النباتات و الاعشاب و مضغها حتى تستطيع أكلها و هضمها ، و من أمثلة هذه الحيوانات التي تتغذى على النباتات البقر والأغنام وهي من أكثر الحيوانات التي ينتفع بها الإنسان بكثير من الفوائد .
أساليب البقاء في عالم الحيوان
و كما ذكرنا فإن عالم الحيوان له قوانينه الخاصة و التي تحكمه و تنظمه ، و من أجل البقاء في عالم الحيوان منح الله كل نوع من الحيوانات أساليبها تمكنه من البقاء و الحفاظ على جنسه ، و بعض هذه الأساليب عبارة عن القوة و الشراسة و بعضها عبارة عن العيش في قطعان ضخمها تحمي بعضها البعض أو من خلال الأساليب التي يكون فيها شيء من الاحتيال والخداع كالحيوانات التي تمتلك القدرة على التخفي او نصب الفخاخ لغيرها من الحيوانات ، و للبقاء في عالم الحيوان على الحيوانات استخدام هذه الأساليب فنجد بعض الحيوانات لديها القدرة على الاختفاء و التشكل بالشكل المحيط بها بحيث يصعب رؤيتها و بالتالي تحمي نفسها من خطر الحيوانات الأخرى التي تبحث عن فرائس لها .
و نجد أن بعض الحيوانات لديها القدرة على تغيير مظهرها عند الخطر بحيث يبدوا شكلها مخيفا و تهرب بهذا من الحيوان الذي كان يحاول أن يقوم بافتراس ، كما أن بعض الحيوانات تتظاهر بالموت عند الشعور بالخطر و البعض الأخر بقوم بالتخلي عن أجزاء من جسده حتى ينشغل بها المفترس مثل السحالي التي تتخلى عن ذيلها ، هذا بغض النظر عن الحيوانات التي تمتلك القرون والحوافر القوية و الأنياب و المخالب المخيفة و كل هذه من الإشكال التي منحها الله لها حتى تستطيع أن تقوم بالدفاع عن نفسها و تستطيع البقاء .
خاتمة موضوع تعبير عن عالم الحيوان
و في نهاية الموضوع يمكننا القول ان عالم الحيوان من أكثر الممالك التي تتميز بالغنى و الثراء من جانب الأعداد الخاصة بالكائنات التي تعيش بها ، هذا بالإضافة إلى أنها أكثر الممالك المملوءة بالغرائب و الأشياء الملفتة للأنظار ، و أغلب الحيوانات تبعث لنا الكثير من الدروس و العبر في كيفية الحياة و التعامل معها بشكل مختلف ، هذا بالإضافة إلى ما تمثله لنا هذه الحيوانات من ثروات طبيعية ضخمة ، حيث نستغل الكثير منها في الحصول على المنتجات المختلفة مثل اللحوم و غيرها غير أنه يجب الحرص على عدم السماح بتعريض الحيوانات لخطر الانقراض أو للصيد الجائر .