مقدمة بحث عن عنترة بن شداد
بحث عن عنترة بن شداد مختصره عنترة بن شداد من أهم و أشهر الشخصيات الموجودة في تاريخنا و تراثنا العربي ، حيث أن عنترة أحد أشهر شعراء العصر الجاهلي ، كما أنه واحد من أشهر و أشجع الفرسان على الإطلاق ، و له من الشعر معلقة شهيرة مكونة من خمسة وسبعين بيتا و تعد من أهم و أشهر المعلقات التي وصلت إلينا من العصر الجاهلي.
و في هذا البحث سوف نلقي الضوء على كافة جوانب حياة عنترة بن شداد من خلال عرض نسب عنترة بن شداد و صفاته التي اشتهر بها كما أننا سوف نعرض شعر عنترة بن شداد و مميزاته و معلقة عنترة و سوف نعرض كلك شجاعته التي ظهرت في العديد من الحروب و تحرير عنترة بن شداد و وفاة عنترة بن شداد .
نسب عنترة بن شداد
يرجع نسب عنترة بن شداد إلى والده عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد العبسي ، و كانت أمه أمة حبشية و كانت تسمى زبيبة و قد سباها عمرو بن شداد في احد غزواته ، وكان عمرو بن شداد والد عنترة من أثرياء القوم و ينتسب للطبقة العليا منهم و لذلك فإنه رفض ان ينسب عنترة له أو أن يحمل اسمه لأنه كان أسود اللون مثل العبيد و لذلك عانى عنترة معاناة شديدة لأنه عاش لفترة طويلة من حياته مملوك أو عبد و كان والده يعامله كسيد له و يقسو عليه في المعاملة.
و لكن عنترة كان قوي البنية و الجسمان و كان من أقوى الفرسان و حدث ذات يوم أن هجمت قبيلة طيء على معاقل قبيلة عبس و لما رأى عمرو بن شداد أنهم سوف يهزمون و تتعرض نسائهم للسبي على أيدي قبيلة طيء صاح مستغيثا و طالبا من عنترة أن يشارك في القتال و بالفعل لبى عنترة النداء و قاتل حتى نجت قبيلة عبس من هجوم طيء و هنا اعترف والده بنسبه إليه و أصبح اسمه عنترة بن شداد .
*اقرا ايضا تعبير عن معرض المدرسة
صفات عنترة بن شداد
اشتهر عنترة بن شداد بالعديد من الصفات الحسنة التي جعلت منه من أشهر فرسان العرب ، و من ناحية الشكل تميز عنترة باللون الأسود الذي حصل عليه من والدته الحبشية زبيبة و كان أجعد الشعر و عبوس الوجه و كان في شفته السفلى شق مميز و لذلك سمي بـ عنترة الفلحاء وكان عنترة قوي الجسمان و ضخم البنية و شديد المنكبين.
و أما عن الصفات و الأخلاق التي تميز بها عنترة فهى كثيرة و مميزة حيث أنه كان شجاعا و جريء لدرجة أنه كان من فرسان العرب المعدودين الذين يتم ذكرهم في الحروب و نظرا لبراعته في الفروسية و شجاعته أطلق عليه لقب أبي الفوارس ، كما أن عنترة كان لا ينتظر ضوء النهار حتى يذهب للحرب أو ملاقاة عدو له بل أنه كان يذهب في ظلام الليل مما جعله يكتسب لقب آخر يدل على الشجاعة هو لقب أبي مغلس و الغلس هو الظلام الذي كان يذهب فيه للقتال ، و رغم القوة الجسمانية الكبيرة التي تميز بها عنترة إلا أنه تميز بالسماحة أيضا و كان صاحب قلب رقيق للغاية .
حرية عنترة بن شداد
كما ذكرنا ان عنترة بن شداد كان ينتسب إلى عمرو بن شداد و الذي رفض أبوة عنترة حتى لا تعيره العرب بلون ابنه الذي يشبه العبيد و لذلك فإنه عامل عنترة على أنه عبد مملوك لديه وكان يعامله معاملة سيئة للغاية ، حتى جاء اليوم الذي كانت قبيلة طيء على عداوة مع قبيلة عبس حيث أن قبيلة عبس كانت قد هاجمتها فيما مضى و نهبوا الإبل الخاصة بهم و عند توزيع الغنائم عاملوا عنترة معاملة سيئة و رفضوا ان يعطوه حقه من الغنائم كاملا كأي جندي آخر و حزن عنترة لذلك حزنا شديدا و عندما أغارت عليهم قبيلة طيء بشكل مفاجئ و كادت قبيلة عبس أن تهزم و لما رأى عمرو بن شداد هذا أخذ يستغيث بعنترة و يطلب منه المساعدة في القتال و صاح قائلا كر يا عنترة.
و لكن عنترة كان يحمل في نفسه ذكرى معاملتهم السيئة له فرفض دعوة أبيه و رد عليه قائلا العبد لا يحسن الكر و لكن يحسن الحلب والصر فرد عليه والده قائلا كر وأنت حر ، و هنا لبى عنترة نداء والده بعدما حصل منه على وعد بتحريره و شارك في القتال حتى جلب النصر لقبيلته و حمى أملاكها و نسائها من السبي و بالفعل أعلن والده أنه حر وأنه ينتسب له ، و هكذا يكون عنترة بن شداد اكتسب حريته بفضل شجاعته .
*اقرا ايضا بحث عن التنظيم
شجاعة عنترة في حرب داحس و الغبراء
شه عنترة بن شداد العديد من الحروب و المعارك التي أظهر فيها شجاعة كبيرة و فروسية ماهرة نادرة الوجود ، و لكن من أكثر الحروب المميزة و التي ساهمت في الشهرة التي حصل عليها عنترة بن شداد هى حرب داحس و الغبراء حتى أن هذه الحرب كان لها دور كبير في افتخار عمرو بن شداد والده به و اعترافه انه ابنه و ينتسب له.
و كان دور عنترة بن شداد في حرب داحس و الغبراء مميزا للغاية و اتعب من يواجهونه من أقرانه و اثبت انه فارس لا مثيل له مما أجبر الجميع على احترامه رغم أنهم لا يحترمون أمثاله و يعاملونهم كالعبيد و ذلك لأن عنترة كان فارس في شكله و فارس في خلقه كذلك .
عنترة بن شداد و عبلة
و خلد التاريخ لنا قصة حب من أشهر قصص الحب على الإطلاق هى قصة عنترة و عبلة ، و أصبحت قصة حب عنترة لبنت عمه عبلة مشهورة و مميزة و خالدة في التراث العربي بل بلغت شهرتها العالم كله بسبب الصعوبات التي واجهت هذه القصة و بسبب المعاناة التي عاش فيها عنترة و عبلة.
و كانت أهم العقبات أمام زواج عنترة من عبلة هو رفض والدها بسبب لون عنترة الأسود و الذي كان يجعل من عنترة في نظرهم لا يختلف عن سائر العبيد و لذلك فإن والد عبلة رفض زواج عنترة منها بكل الأشكال و طالب عنترة بمهر تعجيزي حيث انه طلب منه ألف ناقة من نوق الملك النعمان و التي كانت تعرف بالعصافير و ذهب عنترة بالفعل حتى يأتي بطلب عمه و لاقى في رحلته إلى بلاد الملك النعمان الكثير من الأهوال حتى وقع في الأسر إلا أنه استطاع اجتياز كل ما واجهه من صعبا و جاء بالألف ناقة التي طلبها عمه منه و لكنه فوجيء بمماطلة عمه في تلبية طلبه و الموافقة على قرار الزواج ، و تختلف الآراء والروايات حول زواج عبلة من عنتر .
معلقة عنترة بن شداد الشعرية
كان عنترة بن شداد لا يكتب قصائد شعرية طويلة و لكن كان ما يكتبه عبارة عن أبيات متفرقة و مقاطع شعرية صغيرة يصف بها المواقف التي يمر بها و يعبر بها عن مشاعره و خاصة بعدما نال حريته ، و تعتبر معلقة عنترة بن شداد هى اول القصائد الشعرية الطويلة التي يقوم بنظمها عنترة و تختلف الأسباب التي وردت في السبب الذي جعله يقوم بنظم هذه المعلقة حيث قيل أن احد أبناء قبيلته قد سخر منه و من المقاطع الشعرية الصغيرة التي يقوم بنظمها و هنا أراد عنترة أن يتحدى أقرانه و يثبت قدرته الشعرية على نظمن القصائد الطويلة.
و من الأسباب التي تم ذكرها أيضا أن حب عنترة لعبلة هو ما دفعه لنظم هذه القصيدة الطويلة ليعبر عن حبه لها و يفتخر بفروسيته و شجاعته و يرد على الساخرين منه و الذين يعيرونه بلونه ، و تعد معلقة عنترة بن شداد الشعرية واحدة من أهم المعلقات على الإطلاق ، و قد سميت بالمعلقات لأنه يقال أنها كانت تعلق على أستار الكعبة أو لأنها كانت تعلق في أذهان من يسمعها رغم أنها قصائد طويلة .
زوجات عنترة بن شداد
تزوج عنترة بن شداد عدة مرات و أنجب عدة أبناء من زوجاته ، حيث تزوج عنترة بن شداد من فتاة تدعى مهرية و كان التقى بها عند بني دار عندما أضطر للمبيت عندها بسبب أن جواده قد تمت سرقته و لما تركها و عاد إلى أهله لم يكن يعرف أن هذه الفتاة أصبحت حامل في ابنه و الذي أنجبته و أسمته ميسرة و قامت بتربيته و بعدما كبر التقى أبوه و أكرمها عنترة و خصص لهما مكانا في منزله.
و تزوج أيضا من فتاة أسمها سورة و قد التقى بها في أحد غزواته و كانت مصابة بمس من الجن و عكف عنترة على علاجها و طالب والدها بالزواج بها و تركها و غادر بعد يومان دون أن يعرف أنها حامل بولده الذي أسمته الغضبان بعدما أنجبته و ربته حتى كبر و قابل والده عنترة في مبارزة دون أن يعرف انه والده .
وتزوج أيضا من الفارسة الشجاعة هيفاء و التي كانت صديقة لعبة محبوبة عنترة و التي لم تغضب عندما علمت أن عنترة تزوج منها و أنجب من هيفاء بنته عنيترة ، كما أنه تزوج من غمرة و التي كانت تقاتل عنترة كأنها فارس و لم يكن يعلم أنها امرأة من شدة شجاعتها و لما علم أنها امرأة أصر على الزواج منها و لو بالقوة و حملت منه وأنجبت ولدا أسمته غضوب و لكنها أنكرت نسبه و ربته كأنه عبد لديها ، كما أنه تزوج من أميرة والتي تعرف عليها في بلاد الروم و تزوج مريمان و التي أنجبت له الغضنفر والغفران .
خاتمه بحث عن عنترة بن شداد
عاش عنترة بن شداد حتى بلغ من السن تسعون عاما ، و مات في عام 608 م على أغلب الأقوال ، و كانت وفاة عنترة على يد احد فرسان قبيلة طيء و يقال ان من قتل عنترة بن شداد هو الأسد الرهيص و تذهب آراء أخرى إلى انه جبار بن عمرو الطائي ، كما أن وفاة عنترة بن شداد يبدو انها لم تكون في أرض المعركة حيث يقال أنه عاد إلى أهله بعد أصابته و مات وهو ينزف الكثير من الدماء .