مقدمة بحث عن الربا
بحث عن الربا والمعاملات المصرفية إن الربا هو الزيادة على أصل المال ؛ أي عندما تقوم باقتراض مال أو شئ ما من شخص و عندما ترده اليه يطلب بالزيادة عليه ؛ فان كلمة الربا مشتقة من ” ربا يربو ” بمعنى الازدياد و النماء و من الممكن أن نقوم بتعريف الربا لغة بأنه ” الأفضل و النماء و الزيادة ” .
كما في قول الله تعالى { وترى الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت و ربت و انبتت من كل زوج بهيج } و معنى ربة الأرض أي ” ارتفعت و زادت عما كانت عليه من قبل نزول الماء ” .
تعريف الربا اصطلاحا فإنه له عدة تعريفات
فقد قام الحنابلة تعريف الربا بأنه ” الزيادة في أشياء مخصوصة ” ؛ وقد قام الحنفية بتعريفه على أنه ” الفضل الخالي عن العوض بمعيار شرعي مشروط لأحد المتعاقدين في المعاوضة ” ؛ و قد تشابه كل من الشافعية و المالكية فى تعريف الربا وهو ” العقد على عوض مخصوص غير معلوم التماثل في معيار الشرع في حالة العقد أو مع تأخير في البدلين أو أحدهما ” .
و قد حرم الله سبحانه و تعالى الربا في جميع الشرائع السماوية ففي قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين } ؛ كما أن الربا يعد من الموبقات بسبب ما ينتج عنه من مفاسد اقتصادية و اجتماعية و قد قال رسول الله صل الله عليه و سلم ” اجتنبوا السبع الموبقات ” وعد منها أكل الربا .
*اقرا ايضا بحث قصير عن الكيمياء العضوية
الاختلافات بين البيع والربا
و يوجد الكثير من الاختلافات ما بين البيع والربا ؛ فإن البيع هو القيام مبادلة سلعة معينة بثمن معين أما الربا فهو القيام بالزيادة على الثمن عند حلول ميعاد السداد و التعذر فى السداد .
فان من خلال البيع فإن المصلحة تتحقق لكل من الطرفين البائع و المشترى ؛ بينما الربا فهو استغلال من الشخص المقتدر لحاجة الفقير للمال ؛ كما ان فى التجارة و البيع احتمالين هما الربح و الخسارة بينما فى حالة الربا فان الربح فيه يكون مضمون و من الممكن ان يزداد مع الزمن .
ان البعض يقوم برفع اقتصاد الدولة و انعاشها بينما الربا يقوم بتدمير الاقتصاد فإن البيع يقوم بتسديد حاجة الناس بينما يقوم الربا باستغلال الناس وحاجتهم مما يؤدى الى نمو الغل و الحقد بين الناس بسبب الاستغلال .
فإن البيع يكون قائم على العدل و المساواة و الموازنة بين السلعة و السعر الخاص بها ؛ فإن البيع هو الحلال الطيب و الربا هو الحرام الخبيث .
أنواع الربا
ربا الديون
ان ربا الديون هو القيام بزيادة على المال بسبب القيام بتأجيل سداد الدين فمثلا عندما تقوم باقتراض مبلغ مالى معين من أحد الأشخاص فيقوم باعطاء المال و يتفق معك على سداد هذا المبلغ بعد فترة بشرط القيام باضافة مبلغ محدد على المبلغ الذي قمت باقتراض ؛ و كان هذا هو الأسلوب الذي يستخدم في الجاهلية كما أنه هو أسلوب البنوك فى الوقت الحالى .
ربا البيوع
وإن ربا البيوع هو القيام ببيع الأموال والعملة او بيع البضاعة بالعملة نفسها مع جودة إحداهما و رداءة الاخرى و ان لهذا النوع شقان و هما
ربا الفضل
و هو القيام بالبيع مع زيادة احد العوضين على الاخر و مثال على ذلك ( القيام ببيع رطل من اللحم فى حالة جيدة بأربعة أرطال من اللحم الذي يكون أقل جودة ؛ أو القيام ببيع درهم جيد مقابل درهمين مهيئين الى حد ما ) و قد تم تحريم ربا الفضل بالإجماع .
ربا اليد
وهو القيام بالبيع مع تأخير قبض البدل مثل ( قيامك ببيع 5 رؤوس من الغنم ب 6 من الابل من دون ان ياخذ اى من المتفقين البضاعة بالكامل او ان يستلم احدهما دون الاخر ) .
ربا النسيئة
و هو القيام بتاجيل العوض او القيام بتسديد الدين مثل ( أن تقترض من شخص ما 50 دينار على أن تقوم بردها 100 دينار إن تأخرت على موعد التسديد ) و لقد تم تحريم هذا النوع من الربا في القرآن الكريم فى قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة } و كذلك تم تحريمه في السنة النبوية الشريفة و تحريمه بالإجماع .
الربا والتحذير منه وكلام العلماء فيه
أن الربا كان اهم اعمدة الجاهلية وكانوا يعتمدون عليه بشكل كبير في كسب الأرباح المادية الى ان جاء الاسلام و قام بإنهاء التعامل بالربا وهو تعامل ظالم وآثم .
و قد نهى الرسول صل الله عليه و سلم عن التعامل بالربا فى حجة الوداع عندما وقف مخاطبا الناس ” وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضعه ربانا ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله ” ؛ فإن الربا مخل للإيمان فلا يجتمع في العبد الإيمان و اكل الربا .
ان الدين الاسلامى قد قام بتحريم الربا تحريما قطعيا عن طريق القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة و من خلال إجماع فقهاء المسلمين على ذلك لقوله تعالى { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره الى الله و من عاد فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون }.
لذلك فقد استحق آكل الربا اللعنة و الطرد من رحمة الله فقد لعن الرسول صل الله عليه و سلم كل من آكل الربا و موكله و كاتبه و شاهديه مما يدل على أن أكل الربا ذنب عظيم و من بشاعته ان حرمته جاءت تفوق الزنا و على الرغم مما يخلفه الزنا من الفساد الدينى والدنيوى و تسمية الله له بالفاحشة ولكن حرمة الربا أعظم عند الله .
قال رسول الله صل الله عليه وسلم ” درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ستة وثلاثين زنية ” .
و قد تم تحريم الربا فى الشرائع السماوية الأخرى من اليهودية و المسيحية ففي كتاب الإنجيل في العهد الجديد قد قيل ” واقرضوا وانتم لا ترجون شيئا فيكون اجركم عظيما ” انجيل لوقا الاصحاح السادس .
أضرار الربا
ان الربا له أضرار كثيرة سواء اجتماعية او اقتصادية أو تربوية فى داخل المجتمع ؛ وبالنسبة للأضرار الاجتماعية فانه يؤدى الى عدم التكافؤ بين الأشخاص و كذلك يسبب الخلل فى توزيع المال فيصبح شخص ثري للغاية و الاخر فقير للغاية ؛ و من الناحية الاقتصادية فإن الربا يسبب التضخم وارتفاع الأسعار .
فإنه عندما يقوم الشخص بإقراض المال من البنوك وبالتالي فانه سوف يقوم برفع الأسعار على المستهلك مما يؤدى الى ان يزيد البنك من سعر الفائدة و التي تؤدي إلى زيادة تكلفة على المنتج مما يسبب حصول التضخم .
و بالنسبة للمشكلات التربوية و الأخلاقية فإن القيام باللجوء إلى الربا يعود على ان يقوم الشخص بارتكاب المحرمات كما يستسيغ المعاصي ؛ لذلك فاه واجب ان نبتعد عن الربا بسبب خطورته و حرمته .
يعد الربا من أعظم الذنوب عند الله فهو يعتبر محاربة لله و رسوله و يعود ذلك بسبب اضراره الذي يقوم بإلحاق لها بالمجتمع والفرد بسبب هذه المعاملة الآثمة فيؤدي الى
نزع البركة من كل من العمر و الكسب
فيقوم فمن الممكن أن يقوم الله تعالى بتسليط على الشخص الذي يكسب بالربا من يهلك ماله مثل ” اللصوص ؛ الحرق ؛ انظمة الظلم و غيرها ” فيذهب ماله بالكامل حيث أن الله تعالى قد توعد لمن يأكل الربا ما يسوءك فقال الله تعالى { يمحق الله الربا } و يوجد حولنا الكثير من الأمثلة أصحاب الأموال الذين يأكلون الربا فيسلط الله عليهم أن يهلك أموالهم .
الصد عن أبواب الخير
و من امثلة الخير الذي يحرم منها من يتعامل بالربا هو القيام بإقراض الناس والصبر عليهم إذا تعسروا و يعود سبب ذلك الى ان هذا الشخص قد اعتاد على إقراض الناس لفترة معينة ثم القيام بجني أرباح هذا المال فيكون من الصعب عليه أن يبذل المال ويحتسب الأجر عند الله سبحانه و تعالى .
الحرمان من الطيبات
فقد حرم الله تعالى على اليهود الطيبات بسبب انهم كانوا يتعاملون بالربا و يأكلون اموال الناس بالباطل كما قال الله تعالى فى كتابه العزيز { فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا * و أخذهم الربا وقد نهوا عنه واكلهم اموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا اليما } صدق الله العظيم .
و أن هذا التحريم يضمن كل من فعل فعلهم فإنه تحريم قدري و شرعى و فى هذا الزمن يوجد الكثير من الامثلة على من يأكلون الربا ولكن الله تعالى بسبب أكلهم الربا ابتلاهم بالأمراض والتي حرمتهم من العديد من الطيبات مثل : المشرب ؛ والمأكل والمناكح أو ابتلائهم بالهموم والأحزان الكبيرة فلا يستطيعون الاستمتاع بالحياة .
عدم استجابة الدعاء
ان من شروط استجابة الدعاء هو أكل الحلال و عدم أكل الربا فقد روى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال ” ذكر الرجل يطيل السفر ؛ أشعث أغبر ؛ يمد يديه الى السماء ؛ يارب ؛ يارب ؛ ومطعمه حرام ؛ ومشربه حرام ؛ وملبسه حرام ؛ وغذي بالحرام ؛ فانى يستجاب لذلك ” .
خاتمه بحث عن الربا والمعاملات المصرفية
إن التعامل مع البنوك الربوية لا يجوز ؛ سواء ان قام العميل بأخذ الفائدة لنفسه أو أنه قام بإنفاقه على غيره وقام بتركها فى البنك ولم يأخذ منها شئ لان التحريم قد شمل أكل الربا و اعطاءه و التعامل به .