مقدمة موضوع تعبير عن أرض النوبة
أرض النوبة هي مدينة تقع في جنوب مصر وأول من قام بإطلاق ذلك الاسم عليها كانوا الفراعنة والنوبة هي كلمة فرعونية معناها ‘ الذهب ‘ وذلك لأن جبالها تشبه الذهب الذي يلفظ من بطن الجبال وذلك لأنه كثير .
السبب التاريخي للتسمية الفرعونية لمدينة النوبة
يرجع السبب التاريخي وراء التسمية الفرعونية لمدينة النوبة بهذا الاسم إلي أن المنطقة في ذلك الوقت كانت تحتوي على العديد من مناجم الذهب في منطقة تدعى وادي العلاقي لذلك سميت المدينة في معظم الخرائط الموجودة في ذلك الوقت ببلاد النوبة ومنها سمي المنتمي لأهل النوبة بالنوبي .
كما سميت النوبة بأسماء أخري مثل تسميتها من قبل الإغريق ب ( إثيوبيا ) وتعني ( ذوي الوجوه المحروقة ) وهذا دليل علي أن الأسرة الفرعونية السادسة والعشرين تنتمي إلي بلاد النوبة كما تم تسميتها بأسماء أخري أيضا .
*اقرا ايضا موضوع تعبير عن صيانة المال العام بالعناصر مختصر
جغرافيا بلاد النوبة
تمتد بلاد النوبة نحو حوالي ٥٠٠ كم منها حوالي ٣٥٠كم داخل مصر و ١٥٠ كم في السودان ويميز منطقة بلاد النوبة عن غيرها من المناطق ما بها من ثراء كبير في الثروات الطبيعية والذي جعل حكام مصر القديمة يقومون بإرسال القوافل لكي يكتشفون الذهب وغيره من المعادن الأخري .
وكان الملك رمسيس الثاني قد بنى معبد معبد أبو سمبل فيها وذلك الذي أدي إلي وجود نقطة التقاء بين حضارتين تعدان مهمتين وهما الحضارة المصرية والحضارة السودانية وما ذكرناه من عوامل في تلك البلاد بلاد النوبة يدل على تميزها .
طبيعة الإنسان النوبي
الإنسان النوبي يمتلك صفاء وطيبة غير عادية إذ أن جمال الطبيعة هو الذي منح هذا الإنسان ذلك الصفاء وتلك الطيبة حيث عمل هذا الإنسان علي الاستئناس بالطبيعة وقام بتطويرها لنفسه فيملك عادات وتقاليد تختلف عن غيره من الأشخاص في البلاد الأخرى ، ويعتبر الجيش النوبي من أهم القوى التي تؤثر في مصر منذ القدم حيث أنهم كان يستعان بهم للقتال من قبل ملوك مصر القديمة فهم يتميزون بقدرتهم على التصويب في حدقة العين وذلك يظهر من خلال التماثيل الموجودة للجيش النوبي في المتحف المصري حيث أن عيونهم واسعة ثاقبة دليل على تميزهم في التصويب .
كما تم الاستعانة بأبناء من بلاد النوبة في حرب أكتوبر لأن لغتهم تحمل صبغة خاصة لا يتمكن أحد من فكها غيرهم وقد نجحت تلك الاستعانة بهم نجاحا كبيرا ، والتأثير الأهم لأبناء النوبة بالنسبة لمصر ما قاموا به من تضحية نبيلة من أجل بناء السد العالي والتي بدأت من أيام الخديوي إسماعيل عند بناء خزان أسوان .
مميزات مساكن النوبة عن غيرها من المساكن
تميزت المساكن الموجودة ببلاد النوبة عن غيرها من المساكن في مجموعة من الوجوه أهمها أنه تم اختيار أماكن البناء لتكون فوق أرض ذات طبيعة صخرية حيث أن الأراضي تتدرج من الشرق ومن الغرب نحو النيل وارتفاع الجدار في تلك المساكن يبلغ قرابة أربعة أمتار وهذا التشييد يتميز بوجود وحدة أساسية هي الحوش السماوي الذي يتم العمل على أن تفتح عليه حجرات البيت .
خزان أسوان وإنشاؤه
عندما تم الانتهاء من بناء خزان أسوان عام ١٩٠٢ ارتفع منسوب المياه خلف الخزان حتي ١٠٦ مترا فقام بغرق مساكن وأراضي زراعية ومزروعات وسواقي وأشجار ونخيل عشر قرى من قرى النوبة وهم دابود دهميت وكلابشة و امبركاب ومرواو وابو هور وقرشة والدكة و كشتمنة شرق وغرب وجرف حسين ، وتلك القرى قامت بمواجهة آثار بناء الخزان دون أن تحظي باهتمام رسمي أو إعلامي في ذلك الوقت .
خزان أسوان والتعليم الأولي له
بعد إنشاء الخزان ومع التعلية الأولى له حدثت كارثة أخري إذ حدث طوفان آخر عام ١٩١٢م حيث ارتفع منسوب المياه في الخزان إلي ١١٤ مترا والذي عمل على أن أغرق ثماني قرى أخري من قرى بلاد النوبة وهي العلاقي قورتة والمحرقة والسيالة والسبوع والمضيق وشات برومة ووادي العرب .
التعلية الثانية لخزان أسوان
حدثت تعلية أخري لخزان أسوان وذلك كان في عام ١٩٣٢م والتي أدت إلى غرق عشر قرى من قرى بلاد النوبة والأمر الذي بعده رفعت بلاد النوبة الشكاوي للدولة حتى تضع حلولا لذلك . حتى وضعت الدولة القانون الخاص بنزع الملكية من أهالي سكان النوبة وتعويضهم وذلك بعد أكثر من ثمانية عشر عاما من بناء الخزان ولكن التعويضات كانت سخيفة بالنسبة لما فقدوه من بيوتهم الأصيلة .
وبعدها انتقل سكان النوبة إلي سفوح الجبال ليتخذوا فيها مساكن لهم على طول نهر النيل ، وتلك المساكن أخذت منهم و كلفتهم أكثر مما أخذوه من تعويضات سخيفة مقابل ما غرق من أراضيهم ومساكنهم الأصيلة ، حتى قام نائب النوبة في البرلمان بطلب إعادة النظر في التعويضات التي أعطت للنوبيين بسبب ما سببه الخزان من غرق أراضيهم ومساكنهم وإعطائهم أراضي صالحة للزراعة في شمال أسوان وجنوب قنا بدلا من أراضيهم التي غرقت بسبب الخزان .
مشروع السد العالي وتفكير الدولة فيه
في بداية عام ١٩٥٣م عملت الدولة على البدء في إجراء الدراسات حول مشروع إنشاء السد العالي من جميع جهاته الهندسية والاقتصادية والاجتماعية وتم عمل إحصائية بسكان بلاد النوبة لذلك .
ثم تم بعد ذلك تشكيل لجان لمواجهة الآثار الجانبية الناتجة عن إنشاء السد العالي والعمل علي أن يدرس مستقبل المنطقة بالقري التي فيها ومساكنها وأراضيها .
هجرة أهل بلاد النوبة
مع مواصلة الدولة لأعمال إنشاء السد العالي كان على أهل بلاد النوبة أن يتركوا البلد وهاجروا فتم ترحيلهم إلى هضبة كوم أمبو وإسنا تلك المنطقة التي لا بها نهر ولا بها إرث ولا بها تراث وتم ترحيلهم علي عجل دون الأخذ في الاعتبار انتمائهم لوطنهم وعشقهم له وتضحياتهم من أجل تاريخهم ونضالهم ورحلوا تاركين وطنهم الذين قاموا بفقدانه تحت مياه السد.
موقف النوبيين من هجرتهم من بلادهم
رضى أهل النوبة بالهجرة من بلادهم وفقا لمجموعة من شروط قاموا بالاتفاق عليها والذي ملخصها حصولهم علي أراضي زراعية في المهجر نظير أراضيهم في النوبة وكذلك حصولهم علي مساكن في المهجر نظير مساكنهم في النوبة.
مميزات السكن في المواطن النوبي الأصلي
يتميز السكن في موطن بلاد النوبة الأصلي بأنهم يقومون بالحفاظ على العادات والتقاليد الاجتماعية التي يعمل أهل النوبة على الاعتزاز بها ومن أهم تلك العادات والتقاليد التكافل الاجتماعي وقد لخص شيخ المعماريين المهندس حسن فتحي فلسفة العمارة النوبية على أنها ” نظام حياة وليس إيواء ” في بيوتها تطل على النهر العظيم والفناء الخاص بها مكشوف إلي السماء وتزود تلك البيوت بحظيرة تستقل بالمواشي والطيور .
حالة المساكن في المهجر ووضعها
كانت المساكن في المهجر قد بنيت متلاصقة ببعضها وضيقة وتم حشر أهل النوبة بها وكانت هناك أسر غير نوبية قامت بالتخلل بين الأسر النوبية مما ألغي خصوصيتهم والأسلوب الخاص بالتكامل الاجتماعي والأمني الذي قاموا بورثته جيلا بعد جيل في بلاد النوبة الأصيلة كما أن المرافق اللازمة لم تستكمل بعد .
كما أن التربة التي بنيت عليها هذه المساكن لم يتم معالجتها فكانت التربة غير صالحة مما جعلها معرضة للانهيارات التالية وذلك الأمر جعل أهل النوبة يدفعون تكلفة باهظة تزيد كثيرا عما أخذوه من تعويضات لجعل تلك المساكن مساكن آدمية صالحة للعيش بها .
ما فعله أهل النوبة للتغلب على المشكلة الإسكانية
أهل النوبة يمتلكون فيما بينهم مفاهيم تكون من أجل التعاون والاجتماع وعملوا على تأسيس الجمعية التعاونية للبناء والإسكان فيما بينهم وكانت تلك الجمعية لأبناء النوبة الذين يقيمون في القاهرة الكبرى وأسوان وذلك بغرض أن يتم التغلب علي المشكلة الإسكانية بصفة عامة وحتى يتم القيام بجهد إيجابي غير سلبي .
وبالأخص حتى تحل مشكلة الإسكان الخاصة بالمغتربين من أبناء بلاد النوبة بالمهجر وخصوصا بعد تقاعس الدولة علي أن تحل تلك المشكلة خلال أربعين سنة مضت وازدادت المشكلة ولم يستطع أهل النوبة التحمل وقامت الجمعية بتقديم مذكرة لأن يتم عرضها علي وزير الإسكان تطلب فيها تعمير منطقة النوبة بصورة تعاونية
ولقيت المذكرة التي تقدمت من قبل الجمعية الموافقة من قبل الوزير على بنودها .
بنود المذكرة التي قدمتها الجمعية
١- أن تبني مساكن بالشكل النوبي وبخامات محلية ولن تزيد التكلفة عن ١٢ ألف جنيها حيث أن المسكن بالمهجر يتكلف ٤٥ ألف جنيه ويحتاج إلى ترميم سنوي يتكلف خمسة آلاف جنيها في المتوسط !!
٢- أن يتم تخصيص خمسة أفدنة تم استصلاحها لكل مسكن
٣- أن يوفر قرض يكون تعاوني لكل مسكن يقدر بقيمة ٤ آلاف جنيها ويتم تقسيطه علي ٢٧ سنة على أن يتم دفع ألف جنيها مقدما لجدية التعاقد.
خاتمة موضوع تعبير عن ارض الذهب
في الختام ننوه إلي أن بلاد النوبة من البلاد المعروفة بأصالتها وعراقتها وحب أهلها لها وتمسكه بعادات وتقاليد خاصة بهم والسكن في بلاد النوبة مميزات تجعل الشخص يحب أن يسكن بها ويتخذها موطنا له .
وقد تعرض أهل بلاد النوبة للعديد من الأزمات علي فترات من حياتهم وتعرضت منازلهم ومساكنهم للغرق بما سببه خزان أسوان وهذا الأمر أدي بهم إلي تركهم لبلادهم ورحيلهم عنها وذلك بعدما يتم تعويضهم عما تركوه في بلادهم حتى يستطيعوا العيش والتأقلم في مهجرها ولكنهم واجهوا صعوبات أيضا بأن ما أخذوه تعويضا لهم لم يكن كافيا لأن يعيشوا بالمهجر.
وأهل بلاد النوبة عرفوا بالطيبة وطبيعة بلاد النوبة عرفت بجمالها والتي أثرت في أهل البلد كما أن جيش بلاد النوبة كان يستعين به الملوك في الحروب وذلك دليلا على قوته وقدرته على تخطي الحروب وغيرها ، كما أن بلاد النوبة تتميز بما فيها من ثراء كبير في ثرواتها الطبيعية مما جعل الحكام ينظرون إليها يرسلون إليها القوافل يفتقدونها.