مقدمة بحث عن حرف ومهن الانبياء
بحث عن حرف ومهن الانبياء قصير ملخص فمما لا شك أن وجود الإنسان في الأرض مختلفا عن وجود باقي المخلوقات ، و ذلك لأن الله سبحانه و تعالى قد جعل من الإنسان خليفته في الأرض و كلفه بمهمة تعمير الأرض والعمل من أجل تحسين حياته ، و في سبيل ذلك منح الله سبحانه و تعالى الإنسان كل المميزات التي تكفل له الأفضلية على سائر المخلوقات ، كما أن الله سبحانه و تعالى قد أعطى الإنسان السيادة على سائر المخلوقات و قد سخرها له حتى يستغلها في عملية تعمير الارض بشكل صحيح دون إسراف أو تدمير أو إهدار لهذه المقومات.
و مثالا على أهمية وقيمة العمل نجد أن جميع الأنبياء و الرسل امتلك كل منهم مهنته الخاصة و العمل الخاص به الذي كان يعتمد فيه على كسب رزقه ، و الأنبياء قدوة لنا في كل شيء قاموا به ، و إذا كان الأنبياء و الرسل لم يتقاعسوا و قام كل منهم بعمل خاص به فإن هذه دعوة لكل منا بأن يبذل كل ما لديه من مجهود و أن يقوم بالعمل المطلوب منه على أكمل وجه وذلك لأنه لا يوجد عمل كبير و عمل صغير و لا عمل مهم و عمل آخر لا قيمة له.
بل أن كل الاعمال هامة ولها أهميتها التي تميزها عن غيرها و المجتمع الإنساني قائم على التكامل ، و في هذا البحث سوف نلقي الضوء على المهن و الأعمال الخاصة بالأنبياء و الرسل و نستخلص منها المعاني و الدروس التي تفيدنا في حياتنا العملية كما سوف نتحدث عن قيمة العمل و اجر إتقان العمل .
اهتمام الأديان بالعمل
العمل من الأمور الأساسية في الحياة و يحظى باهتمام و مكانة كبيرة ، حيث اهتمت جميع الأديان و الرسالات السماوية بالعمل و قامت بالحث عليه لما له أثر إيجابي كبير على الإنسان و المجتمع لأن الإنسان الذي يعمل و يجتهد لن يكون ذات يوم شخص سيء أو يرتكب ما يعرض المجتمع للخطر بأي شكل.
و بشكل خاص اهتم الإسلام بالعمل و حث عليه كل مسلم في الكثير من المواضع من القرآن الكريم الذي يزخر بكل المعاني التي تدعونا للعمل و توضح قيمة وأجر العمل و الحث على السعي من أجل الرزق ، كما أن السنة النبوية الشريفة بها العديد من الأحاديث النبوية التي نجد فيها النبي عليه الصلاة و السلام يدعونا للعمل و يؤكد على قيمة العمل و إتقانه و كون طلب الرزق بشكل فعلي و بذل المجهود فيها من الأمور التي يؤجر عليها الإنسان.
و يظهر اهتمام النبي صلى الله عليه و سلم بالعمل في الكثير من المواضع من السنة النبوية و التي تنقل لنا العديد من الأحاديث الشريفة عن النبي صلى الله عليه و سلم و فيها العديد من المواقف والقصص التي نرى فيها النبي عليه الصلاة والسلام يؤكد على قيمة العمل و كيف يكون التعب في سبيل العمل سببا في مغفرة الذنوب .
*اقرا ايضا : بحث عن الصلاه
حرف ومهن الانبياء
للعمل و المهن المختلفة مكانة خاصة في الإسلام ، وقد حثت عليها جميع الأديان السماوية ، و ذلك لقيمة العمل و أثره على الأفراد و المجتمعات ، حيث يعتمد الناس على العمل من أجل الحصول على الرزق الذي يحفظ لهم الحياة الكريمة كما أن العمل في حد ذاته للمشاركة في إعمار الأرض و جعل الحياة أكثر راحة و سهولة.
و نلاحظ أهمية العمل من خلال حث و تأكيد الأديان السماوية عليها في كثير من المواضع ، كما أننا نلاحظ أن جميع الأنبياء كان لكل منهم العمل و المهنة أو الحرفة الخاصة به و التي يعتمد عليها في الحصول على رزقه بدلا من الميل إلى الراحة و ترك العمل الشاق ، و على الرغم من أنهم أنبياء و رسل كرام يكون دعاؤهم مجاب لم يعتمدوا على ذلك و نلاحظ أن كل منهم يقوم بمهنة يحصل من خلالها على رزقه .
مهنة سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام
عندما نقرأ في سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نجد أنه عمل في عدة مهن في مختلف فترات عمره ، حيث أن النبي صلى الله عليه و سلم عندما كان في مطلع عمره كان يعمل في حرفة رعي الأغنام لأهل مكة و رعي الأغنام من المهن الصعبة و الشاقة التي تحتاج الكثير من الجهد و الصبر و التيقظ حتى يحرص الراعي على أن يجد المكان الناس رعي أغنامه و توفير المياه لهم وحمايتهم من الذئاب لهذا كانت هذه المهنة لها أثر كبير في شخصية النبي.
و يقال أن جميع الأنبياء تقريبا قاموا برعي الغنم حيث جاء في الحديث النبوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ” ما بعث الله نبي إلا رعى الغنم ،فقال أصحابه و أنت ؟ فقال نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة ” ، و في شباب النبي صلى الله عليه و سلم بعدما شب واشتد عوده عمل بمهنة التجارة وهي من المهن الصعبة أيضا لأنها تتطلب ذكاء و ما دخل النبي تجارة إلا و ربحت ربحا كثير ، ثم طلبت منه السيدة خديجة رضي الله عنها أن يقوم بالتجارة الخاصة بها و ذلك لبراعته و تمتعه بالأمانة و الصدق .
مهنة سيدنا آدم عليه السلام
كما أن آدم أبو البشر كانت له مهنته الخاصة به كذلك و التي كان يعمل بها و يبذل فيها مجهوده من أجل الحصول على الرزق ، و كان آدم عليه السلام يعمل بمهنة الزراعة حيث أنه كان يقوم بحراثة الأرض و الاهتمام بها حتى تعطيه محصول يعتمد عليه في غذائه و كانت زوجته السيدة حواء تقوم بمساعدته في هذه المهنة ، كما أنه كان يقوم بصناعة المعدات التي سوف يستخدمها في عملية الزراعة بنفسه من الأحجار و الأخشاب .
مهنة سيدنا موسى عليه السلام
و عمل نبي الله موسى في مهنة رعي الأغنام حيث أن هذه المهنة من أكثر المهنة التي كانت سائدة بين بني إسرائيل و جاء في القرآن الكريم ” وما تلك بيمينك يا موسى * قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي و لي فيها مآرب أخرى ” كما أن سيدنا موسى بعدما فر من مصر خوفا من بطش فرعون به و أقام في مدين عمل أيضا برعي الأغنام عشرة أعوام مقابل زواجه و إقامته .
مهنة سيدنا داوود عليه السلام
أما عن سيدنا داود عليه السلام فقد عمل بمهنة مميزة عن غيره من الأنبياء ، فقد كان يعمل حدادا وهى من أصعب المهن و التي تحتاج إلى مهارة وحرفة كبيرة ، و كان سيدنا داود عليه السلام يقوم بصناعة الدروع و يبيعها للجنود و الراغبين في الحصول عليه و يكتسب رزقه من خلال ذلك.
و جاء في القرآن الكريم عن عمل سيدنا داؤود قوله تعالى ” ولقد آتينا داود منا فضلا * يا جبال أوبي معه و الطير و ألنا له الحديد * أن اعمل سابغات وقدر في السرد * و اعملوا صالحا ” و تشير الآيات الكريمة هنا إلا المميزات التي اختص بها سيدنا داوود حيث أنه كان يعمل حدادا و كانت المخلوقات المحيطة به تشاركه في التسبيح و ذكر الله كما أن الله منحه ميزة و معجزة خاصة به و هى أنه ألان له الحديد الصلب بحيث يصبح في يديه مثل العجين يقوم بتشكيله كيفما أرد .
مهنة سيدنا إبراهيم عليه السلام
و أما عن خليل الله سيدنا إبراهيم فقد كانت له مهنته و حرفته كذلك ، حيث أن سيدنا إبراهيم عليه السلام عمل بناءا و هو الذي قام برفع قواعد الكعبة وإعادة بنائها بعدما كانت قد تعرضت للهدم ، وكان يعاونه في عملية البناء ابنه إسماعيل عليه السلام ، كما تذكر بعض المصادر أن سيدنا إبراهيم عليه السلام كان يعمل في التجارة أيضا .
مهنة سيدنا نوح عليه السلام
و أما عن سيدنا نوح عليه السلام فقد عمل في مهنة النجارة ، حيث انه تمكن من بناء و صناعة السفينة التي حملته و هو من آمن معه من قومه و أهله من الطوفان الذي أهلك جميع قومه و زوجته و أحد أبناءه الذي رفض أن يركب السفينة ، و كان بناء السفينة عمل ضخم للغاية لأنها سوف تحمل زوجين من جميع المخلوقات حتى لا تتعرض للهلاك و كانت الملائكة تساعده في عملية البناء .
الدروس المستفادة من حرف و مهن الأنبياء
و المتأمل في قصص الأنبياء عليهم السلام سوف يحصل على الكثير من الحكم و الدروس التي تفيده في حياته و يتعلم منها كيف يقضي حياته في أشياء نافعة ، و ذلك لأن الانبياء لم يميلوا إلى الراحة و الاستكانة بل نلاحظ أن جميع الأنبياء عملوا الكثير من المهن كما ذكرنا فقد عمل آدم أبو البشر بالزراعة و عمل نوح بالنجارة و عمل ابراهيم بناءا و عمل الياس نساجا و عمل موسى برعي الاغنام وكذلك جميع الأنبياء عملوا جميعا ، و نتعلم من ذلك ترك الكسل و العمل بإيجابية ، و تجنب العوز و مد اليد و طلب العون من الناس من خلال الاعتماد على النفس ، نتعلم كذلك قيمة العمل و مساهمته في إعمار الأرض .
استشهادات عن حرف ومهن الانبياء
جاء في السنة النبوية والقرآن الكريم الكثير من الأوامر التي تحث على العمل و تحدثنا عن مهن الأنبياء عليهم السلام ، قال تعالى في سورة سبأ ” ولقد آتينا داود منا فضلا * يا جبال أوبي معه و الطير و ألنا له الحديد * أن اعمل سابغات وقدر في السرد * و اعملوا صالحا ” صدق الله العظيم.
خاتمة بحث عن حرف ومهن الانبياء ثالث متوسط
قدمنا في هذا البحث موضوع حرف و مهن الأنبياء و هو من أكثر المواضيع الهامة و قد تناولنا فيه عدة نقاط مثل مهنة كل نبي و حرفته و اهتمام الأديان بالعمل و الدروس المستفادة من حرف و مهن الأنبياء .